وفي الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: «تعس عبد الدينار؛ تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة؛ إن أعطي رضي، وإن لم يعط؛ سخط، تعس وانتكس؛ وإذا شيك فلا انتقش. طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة، كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن إستاذن لم يؤذن له، وإن شفع، لم يشفع» .
ــ
قوله:" وفي الصحيح عن أبي هريرة ". سبق الكلام على قول المؤلف:" وفي الصحيح " في باب تفسير التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله.
قوله " تعس ". بفتح العين، أو كسرها؛ أي خاب وهلك.
قوله:" عبد الدينار ". الدينار: هو النقد من الذهب، والدينار الإسلامي زنته مثقال، وسماه عبد الدينار؛ لأنه تعلق به تعلق العبد بالرب، فكان أكبر همه، وقدمه على طاعة ربه، ويقال في عبد الدرهم ما قيل في عبد الدينار، والدرهم هو النقد من الفضة، وزنة الدرهم الإسلامي سبعة أعشار المثقال؛ فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل.
وقد أراد المؤلف لهذا الحديث أن يتبين أن من الناس من يعبد الدنيا؛ أي: يتذلل لها ويخضع لها، وتكون مناه وغايته، فيغضب إذا فقدت ويرضى إذا وجدت، ولهذا سمى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من هذا شأنه عبدا لها، وهذا من يعنى بجمع