للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: أن الله تعالى قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر» . . . " الحديث، وقد تقدم: " وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به ".

ــ

قوله: " وقال أبو العباس ". وهو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية.

قوله: " وهذا كثير من الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره. . . ". وذلك مثل الاستسقاء بالأنواء، وإنما كان مذموما، لأنه لو أتى إليك عبد فلان بهدية من سيده فشكرت العبد دون السيد، كان هذا سوء أدب مع السيد وكفرانا لنعمته، وأقبح من هذا لو أضفت النعمة إلى السبب دون الخالق، لما يأتي:

١. أن الخالق لهذه الأسباب هو الله، فكان الواجب أن يشكر وتضاف النعمة إليه.

٢. أن السبب لا يؤثر، كما ثبت في (صحيح مسلم) أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ليس السَّنة أن لا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئا» .

٣. أن السبب قد يكون له مانع يمنع من تأثيره، وبهذا عرف بطلان إضافة

<<  <  ج: ص:  >  >>