القبيح أو مشاهدته، ولكنه لا يتضرر بذلك، ويتأذى بالرائحة الكريهة كالبصل والثوم ولا يتضرر بذلك، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}[الأحزاب: ٥٧] ، وفي الحديث القدسي:«يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار» ، ونفى عن نفسه أن يضره شيء، قال تعالى:{إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}[آل عمران: ١٧٦] ، وفي الحديث القدسي:«يا عبادي , إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني» . رواه مسلم.
قوله تعالى:{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} . المراد بذلك المشركون الموافقون للدهرية - بضم الدال على الصحيح عند النسبة؛ لأنه مما تغير فيه الحركة - والمعنى وما الحياة والوجود إلا هذا؛ فليس هناك آخرة، بل يموت بعض ويحيا آخرون، هذا يموت فيدفن وهذا يولد فيحيا، ويقولون: إنها أرحام تدفع وأرض تبلع ولا شيء سوى هذا.
قوله:{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} أي: ليس هلاكنا بأمر الله وقدره، بل