اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك؛ لأنه جعل نفسه في مرتبة عليا، فالملوك أعلى طبقات البشر من حيث السلطة؛ فجعل مرتبته فوق مرتبتهم، وهذا لا يكون إلا لله عز وجل، ولهذا عوقب بنقيض قصده؛ فصار أوضع اسم عند الله إذا قصده أن يتعاظم حتى على الملوك، فأهين، ولهذا كان أحب اسم عند الله ما دل على التذلل والخضوع، مثل: عبد الله وعبد الرحمن، وأبغض اسم عند الله ما دل على الجبروت والسلطة والتعظيم.
قوله:«لا مالك إلا الله» . أي لا مالك على الحقيقة الملك المطلق إلا الله تعالى.
وأيضا لا ملك إلا الله عز وجل، ولهذا جاءت آية الفاتحة بقراءتين:(ملك يوم الدين) و {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: ٤] ؛ لكي يجمع بين الملك وتمام السلطان؛ فهو سبحانه ملك مالك، ملك ذو سلطان وعظمة وقول نافذ، ومالك متصرف مدبر لجميع مملكته.
فالله له الخلق والملك والتدبير؛ فلا خالق إلا الله، ولا مدبر إلا الله، ولا مالك إلا الله، قال تعالى:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[فاطر: ٣] ؛ فالاستفهام بمعنى النفي، وقد أشرب معنى التحدي، أي إن وجدتموه فهاتوه، وقال تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}[الحجر: ٨٦] فيها توكيد وحصر، وهذا دليل انفراده بالخلق، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}[الحج: ٧٣] فـ (الذين) : اسم موصول يشمل كل من يدعى من دون الله {لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} ، وهذا على سبيل المبالغة، وما كان على سبيل المبالغة فلا مفهوم له كثرة أو قلة.
وقال تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}[الملك: ١] ، وقال تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}[آل عمران: ٢٦] ، وهذا دليل انفراده بالملك، وقال تعالى: