«قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}[التوبة: ٦٧] ؛ ما يلتفت إليه وما يزيده عليه» .
ــ
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كافر؛ لأن الطعن فيهم طعن في الله ورسوله وشريعته.
فيكون طعنا في الله؛ لأنه طعن في حكمته، حيث اختار لأفضل خلقه أسوأ خلقه.
وطعنا في الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنهم أصحابه، والمرء على دين خليله، والإنسان يستدل على صلاحه أو فساده أو سوء أخلاقه أو صلاحها بالقرين.
وطعنا في الشريعة: لأنهم الواسطة بيننا وبين الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نقل الشريعة، وإذا كانوا بهذه المثابة، فلا يوثق بهذه الشريعة.
قوله:«فوجد القرآن قد سبقه» . أي: بالوحي من الله تعالى، والله عليم بما يفعلون، وبما يريدون وبما يبيتون، قال تعالى:{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٠٨] .
قوله:«وقد ارتحل وركب ناقته» . الظاهر أن هذا من باب عطف التفسير؛ لأن ركوب الناقة هو الارتحال.
قوله:«كأني أنظر إليه» . كأن إذا دخلت على مشتق، فهي للتوقع، وإذا