للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به " قال: " فمسحه فذهب عنه قذره، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل - أو البقر. شك إسحاق - فأعطي ناقة عشراء، وقال: بارك الله لك فيها» .

ــ

قوله: (يبتليهم) . أي: يختبرهم، كما قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: ٣٥] ، وقال تعالى: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل: ٤٠] .

قوله: (ملكا) . أحد الملائكة: هم عالم غيبي خلقهم الله من نور وجعلهم قائمين بطاعة الله، لا يأكلون، ولا يشربون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، لهم أشكال وأعمال ووظائف مذكورة في الكتاب والسنة، ويجب الإيمان بهم، وهو أحد أركان الإيمان الستة.

قال أهل اللغة: وأصل الـ (ملك) مأخوذ من الألوكة، وهي الرسالة، وعلى هذا يكون أصله مألك، فصار فيه إعلال قلبي، فصار ملأك، ثم نقلت حركة الهمزة إلى اللام الساكنة وحذفت الهمزة تخفيفا، فصار ملك، ولهذا في الجمع تأتي الهمزة: ملائكة.

قوله: (ويذهب) . يجوز فيه الرفع والنصب، والرفع أولى.

قوله: (قذرني) . أي: استقذرني وكرهوا مخالطتي من أجله.

وقوله: (به) . الباء للسببية، أي: بسببه.

قوله: (فمسحه) . ليتبين أن لكل شيء سببا وبرئ بإذن الله عز وجل، (فذهب عنه قذره) : بدأ بذهاب القذر قبل اللون الحسن والجلد الحسن؛ لأنه يبدأ بزوال المكروه قبل حصول المطلوب، كما يقال: التخلية قبل التحلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>