للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاةً أتبلغ به في سفري. قال: قد كنت أعمى فرد الله عليَّ بصري. فخذ ما شئت فوالله؛ لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله فقال: أمسك مالك؛ فإنما ابتليتم؛ فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك» أخرجاه

ــ

أشق عليكم بمنع ولا منة، واعترافه بلسانه مطابق لما في قلبه، فيكون دالا على الشكر بالقلب بالتضمن.

قوله: «خذ ما شئت ودع ما شئت» . هذا من باب الشكر بالجوارح، فيكون هذا الأعمى قد أتم أركان الشكر.

قوله: " لله ". اللام للاختصاص، والمعنى لأجل الله، وهذا ظاهر في إخلاصه لله، فكل ما تأخذه لله فأنا لا أمنعك منه ولا أردك.

قوله: " إنما ابتليتم ". أي: اختبرتم، والذي ابتلاهم هو الله - تعالى - وظاهر الحديث أن قصتهم مشهورة معلومة بين الناس؛ لأن قوله: " إنما ابتليتم " يدل على أن عنده علما بما جرى لصاحبيه وغالبا أن مثل هذه القصة تكون مشهورة بين الناس.

قوله: «فقد رضي الله عنك» . يعني: لأنك شكرت نعمة الله بالقلب

<<  <  ج: ص:  >  >>