ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس:{يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} : " يشركون " ٠ وعنه " سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز ".
ــ
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة: ٧ - ٨] ، وهذا يكون في الأفعال والأقوال ٠.
قول ابن عباس:" يشركون " تفسير للإلحاد، ويتضمن الإشراك بها في جهتين:
١ - أن يجعلوها دالة على المماثلة.
٢ - أو يشتقوا منها أسماء للأصنام، كما في الرواية الثانية عن ابن عباس التي ذكرها المؤلف، فمن جعلها دالة على المماثلة، فقد أشرك لأنه جعل لله مثيلا، ومن أخذ منها أسماء لأصنامه، فقد أشرك لأنه جعل مسميات هذه الأسماء مشاركة لله عز وجل.
وقوله:" وعنه " أي: ابن عباس.
قوله:" سموا اللات من الإله ... " وهذا أحد نوعي الإشراك بها أن يشتق منها أسماء للأصنام.
تنبيه:
فيه كلمة تقولها النساء عندنا وهي:" وعزَّالي "، فما هو المقصود بها؟
الجواب: المقصود أنها من التعزية، أي: أنها تطلب الصبر والتقوية وليست تندب العزى التي هي الصنم، لأنها قد لا تعرف أن هناك صنما اسمه العزى ولا يخطر ببالها هذا، وبعض الناس قال: يجب إنكارها؛ لأن ظاهر اللفظ أنها تندب العزى وهذا شرك، ولكن نقول: لو كان هذا هو المقصود