للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعوك أيضا، ولكن إذا أقالك حياء منه وخجلا من غير اقتناع، فإنه لا ينبغي أن تدع الإجابة.

مسألة: هل بطاقات الدعوة التي توزع كالدعوة بالمشافهة؟

الجواب: البطاقات ترسل إلى الناس ولا يُدرى لمن ذهبت إليه، فيمكن أن نقول: إنها تشبه دعوة الجاهلية فلا تجب الإجابة، أما إذا علم أو غلب على الظن أن الذي أرسلت إليه مقصود بعينه، فإنه لها حكم الدعوة بالمشافهة.

قوله: «" من صنع إليكم معروفا، فكافئوه» . المعروف: الإحسان، فمن أحسن إليك بهدية أو غيرها، فكافئه، فإذا أحسن إليك بإنجاز معاملة وكان عملا زائدا عن الواجب عليه، فكافئه، وهذا، كالملك أو الرئيس. مثلا إذا أعطاك هدية، فمثل هذا يُدعى له، لأنك لو كافأته لرأى أن في ذلك غضا من حقه فتكون مسيئا له، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تكافئه إحسانه.

وللمكافأة فائدتان:

١. تشجيع ذوي المعروف على فعل المعروف.

٢. أن الإنسان يكسر بها الذل الذي حصل له يصنع المعروف إليه؛ لأن من صنع إليك معروفا فلا بد أن يكون في نفسك رقة له، فإذا رددت إليه معروفه زال عنك ذلك؛ ولهذا قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اليد العليا خير من اليد السفلى» ، واليد العليا هي يد المعطي، وهذه فائدة عظيمة لمن صنع له

<<  <  ج: ص:  >  >>