«واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان» .
مثال ذلك: رجل حرص أن يشتري شيئا يظن أن فيه ربحا فخسر، فقال: لو أني ما اشتريته ما حصل لي من خسارة، فهذا ندم وتحسر، ويقع كثيرا، وقد نُهي عنه.
الرابع: أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية، كقول المشركين:{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا}[الأنعام: ١٤٨] وقولهم: {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ}[الزخرف: ٢٠] وهذا باطل.
الخامس: أن تستعمل في التمني، وحكمه حسب المتمنى: إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، وفي الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قصة النفر الأربعة قال أحدهم:«لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان» فهذا تمنى خيرا، وقال الثاني:«لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان» ، فهذا تمنى شرا. فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الأول:«فهو بنيته، فأجرهما سواء» ، وقال في الثاني:«فهو بنيته، فوزرهما سواء» . (١)
السادس: أن تستعمل في الخبر المحض.
وهذا جائز، مثل: لو حضرت الدرس لاستفدت، ومنه قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأحللت معكم» ، فأخبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه لو علم أن هذا الأمر سيكون من الصحابة ما ساق الهدي ولأحل،