وفي المسند والسنن «عن ابن الديلمي؛ قال: " أتيت أُبيّ بن كعب، فقلت: في نفسي شيء من القدر؛ فحدثني بشيء، لعل الله أن يُذهبه من قلبي. فقال: لو أنفقت مثل أحد ذهبا؛ ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار. قال: فأتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه
ــ
النار من كان من المؤمنين حتى صاروا حُمَما، يعني: فحما أسود، وقد دل عليه القرآن في قوله تعالى:{وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}(الحج:٢٢) ، وفي قوله تعالى:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}(النساء: ٥٦) .
قوله:(في نفسي شيء من القدر) . لم يفصح عن هذا الشي، لكن لعله لما حدثت بدعة القدر، وهي أول البدع حدوثا صار الناس يتشككون فيها ويتكلمون فيها. وإلا، فإن الناس قبل حدوث هذه البدعة كانوا على الحق، ولا سيما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج على أصحابه ذات يوم وهم يتكلمون في القدر،؟