وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « (هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ . قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة»
ــ
ذكر علوه ليبين أن علوه لا يمنع علمه بأعمالنا، وهو إشارة واضحة إلى علو ذاته تبارك وتعالى.
قوله: (العباس) . يقال العباس، وعباس، و (أل) هنا لا تفيد التعريف، لأن عباس معرفة لكونه علما، لكنها للمح الأصل، كما يقال: الفضل لفضله، والعباس لعبوسه على الأعداء، قال ابن مالك:
وبعض الأعلام عليه دخلا ... للمح ما قد كان عنده نُقلا
قوله:(هل تدرون) . (هل) : استفهامية يراد بها أمران:
أ - التشويق لما سيذكر.
ب - التنبيه إلى ما سيلقيه عليهم، وهذا كقوله تعالى:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}[الغاشية: ١] ، هذا تنبيه وتشويق إلى شيء من آيات الله الكونية.
وقوله تعالى:{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الصف: ١٠] ، هذا تنبيه وتشويق على شيء من آيات الله الشرعية وهو الإيمان والعمل الصالح.