الركن الثاني من أركان الإسلام إقام الصلاة وينبغي أيها المسلمون أن تعلموا أن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن الله تعالى اعتنى بها اعتناءً عظيماً لم يعتن بأي ركن من أركان الإسلام العملية اعتناءه بها، حتى إنه تبارك وتعالى فرضها على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون واسطة، كلمه بها وبفرضيتها بدون واسطة، لم يرسل بها جبريل إلى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولكنه فرضها عليه منه تعالى إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفرضها في أعظم ليلة كانت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي ليلة المعراج التي هي أعظم ليلة كانت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفرضها أيضاًَ في أعلى مكان وصل إليه بشر، فرضها على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في السماء السابعة، يكلمه سبحانه وتعالى من فوق العرش يفرض عليه الصلاة.
إذاً هذه الصلاة متأكدة من حيث مكان فرضيتها، وزمان فرضيتها، وكيفية وحي الله بها إلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم إنها مؤكدة بأن الله فرضها على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسين صلاة في اليوم والليلة، وهذا دليل على محبة الله لها، وأنها جديرة بأن يفني الإنسان معظم وقته فيها؛ لأن خمسين صلاة في اليوم والليلة تستوعب منا وقتاً كبيراً، وهذا دليل على أنها من أهم العبادات بل هي أهم العبادات بعد الشهادتين.