للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَسُولُهُ) (١) ، أي إعلام من الله ورسوله. وقوله: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) (٢) ، وعلى هذا يكون الأذان لصلاة الصبح بعد طلوع الفجر أذاناً أول باعتبار الإقامة التي هي الأذان الثاني. وفي صحيح مسلم ص٥١٠ ج١ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي عن عائشة رضي الله عنها في صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل قالت: " كان ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام، فإذا كان عند النداء الأول قالت وثب (ولا والله ما قالت قام) فأفاض عليه الماء، وإن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين " (٣) . فأنت ترى أنها أطلقت النداء الأول على أذان الصبح الذي بعد طلوع الفجر لقولها " ثم صلى الركعتين " وهما سنة الفجر ولا تكون صلاتهما إلا بعد طلوعه.

هذا وقد تعلل بعض القائلين بأن قول الصلاة خير من النوم في الأذان الذي في آخر الليل بأن قوله خير من النوم يدل على أن الصلاة نافلة وهذا قبل الفجر، لكن هذه علة عليلة، فإن الخيرية تكون في النوافل والواجبات كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِه) إلى قوله: (ْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُم) (٤) وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.

* * *


(١) سورة التوبة، الآية: ٣.
(٢) سورة الحج، الآية: ٢٧.
(٣) تقدم تخريجه ص١٨١.
(٤) سورة الصف، الآيتان: ١٠، ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>