للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مساجد المدينة سواء صلى فيه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لم يصل، كلها قبلتها جهة الكعبة لا عين الكعبة.

واستقبال القبلة شرط لصحة الصلاة إلا في ثلاث مواضع:

الأول: العجز:

مثاله أن يكون الإنسان مريضاً ولا يستطيع أن يتوجه إلى القبلة بنفسه، وليس عنده من يوجهه إلى القبلة فهذا يتجه حيث كان وجهه ودليل ذلك قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم) (١) . وقوله: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (٢) .وقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) (٣) .

الثاني: الخوف:

إذا كان الإنسان في شدة الخوف وهو هارب من عدوه مثلاً واتجاه سيره في حال فراره معاكس للقبلة، كأن يكون عدوه لحقه من جهة القبلة ففي هذه الحال نقول: إن استقبال القبلة ساقط عن هذا الخائف لقول الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً) (٤)

ويمكن أن ندخل هذا في النصوص الدالة على إسقاط الاستقبال في حال العجز، لأن الخائف عاجز عن استقبال القبلة إذ لو وقف لاستقبال القبلة لأدركه عدوه الذي كان فاراً منه.


(١) سورة التغابن، الآية: ١٦.
(٢) سورة البقرة، الآية ٢٨٦.
(٣) تقدم تخريجه ص ٩٨.
(٤) سورة البقرة، الآيتان: ٢٣٨، ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>