للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك".

وفي حديث سلمان الذي رواه أحمد وغيره أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفراً" (١) .

لكن ما ورد فيه عدم الرفع كان السنة فيه عدم الرفع، والرفع فيه بدعة سواء ورد عدم الرفع فيه تصريحاً، أو استلزاماً.

فمثال ما ورد فيه عدم الرفع تصريحاً: الدعاء حال خطبة الجمعة، ففي صحيح مسلم عن عمارة ابن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: "قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه السبابة (٢) .

ويستثنى من ذلك ما إذا دعا الخطيب باستسقاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك، لما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – في قصة الأعرابي الذي طلب من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو


(١) رواه الإمام أحمد ٥/٤٣٨ ورواه أبو داود في الصلاة باب الدعاء (١٤٨٨) ، ورواه الترمذي في الدعوات وحسنه باب ١٠٥ ح (٣٥٥٦) ، ورواه ابن ماجة في الدعاء باب رفع اليدين في الدعاء (٣٨٦٥) ، وصححه ابن حبان ٣/١٦٠ (٨٧٦) .
(٢) رواه مسلم في الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة ٢/٥٩٥ ح٥٣ (٨٧٤) وفيه بإصبعه المسبحة وعند أحمد ٤/١٣٥ والنسائي في الجمعة باب الإشارة في الخطبة (١٤١١) بإصبعه السبابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>