للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس بعد الفراغ منها كما يفيده سياقه في مشكاة المصابيح ١/٢٩٣ قال: "بينما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعداً إذ دخل رجل فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل عليّ ثم ادعه"، فالمراد بالقعود والله أعلم القعود للتشهد، ثم اطلعت عليه في زاد المعاد (١) كذلك، مع احتمال أن يكون المراد بالصلاة هنا معناها اللغوي، فإنها قد تأتي في السنة مراداً بها ذلك مثل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا دعى أحدكم فليجب، فإن كان صائماً فليصل وإن كان مفطراً فليطعم" (٢) ، فإن المراد بالصلاة هنا الدعاء كما في قوله تعلى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) أي ادع لهم بذلك (٣) .

وأما سلام المصلي بعد السلام على من حوله ممن مر بهم فهذا دعاء له سبب ولا إشكال في جوازه لوجود سببه، ومن ذلك ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه (٤) – في قصة وضع المشركين سلا الجزور وهو ساجد عند الكعبة قال: "فلما قضى صلاته رفع صوته فدعا عليهم"،


(١) زاد المعاد ١/٢٥٠.
(٢) رواه مسلم في النكاح باب الأمر بإجابة الداعي.. ٢/١٠٤٥ ح١٠٦ (١٤٣١) .
(٣) راجع هذا التفسير في صحيح ابن حبان بعد روايته للحديث المذكور ١٢/١٢٠ (٥٣٠٦) .
(٤) رواه البخاري في الوضوء باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر (٢٤٠) ومسلم في الجهاد باب ما لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين ٣/١٤١٨ ح١٠٧ (١٧٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>