بهذا ومرة بهذا، فهذا خير، وإن اقتصرت على نوع واحد منها فلا بأس.
وأعلم أن بعض العبادات يرد على وجوه متنوعة، والأفضل أن تأتي بهذا الوجه تارة وبهذا الوجه تارة أخرى، لأجل أن تحصل على سنته كلها.
فإن قلت ما الحكمة من أن هذه العبادات تأتي على وجوه متنوعة؟
لماذا لا تكون نوعاً واحداً؟
والجواب عن ذلك: أن فيه فائدتين.
الفائدة الأولى: حتى لا يتبلد الذهن والحس فتكون مجرد عادة، يسبح الإنسان ولا يدري كم سبح؛ لأنه أخذ على العادة، فإذا تنوعت انتبه.
فأتى هذه المرة بهذا النوع والمرة الأخرى بالنوع الثاني وهكذا.
والفائدة الثانية: تحقق الاتباع لرسول الله؛ لأنك تسبح من أجل موافقته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا مخلصين لوجهه الكريم محققين المتابعة لرسوله الأمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.