للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له عند وفاته: "يا عم قل: "لا إله إلا الله" كلمة أحاج لك بها عند الله" ولكن قد سبقت له من الله عز وجل الكلمة بأنه من أهل النار – والعياذ بالله -. فلم يقل لا إله إلا الله وكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب (١) . ولكن الله عز وجل أذن لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشفع له، لا لأنه عمه، لكن لأنه قام بسعي مشكور في الدفاع عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن الإسلام. فشفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه فكان في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وإنه لأهون أهل النار عذاباً. قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" (٢) .

إذا قلنا في دعاء القنوت: اللهم اهدنا فيمن هديت، فإننا نسأل الله تعالى الهدايتين: هداية العلم، وهداية العمل.

وقوله: "فيمن هديت" ما الذي جاء بها هنا يعني لو اقتصر الإنسان وقال: "اللهم اهدنا" حصل المقصود؟

الجواب: ليكون ذلك من باب التوسل بنعم الله عز وجل على من هداه أن ينعم علينا نحن أيضاً بالهداية، يعني أننا نسألك الهداية فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحكمتك ومن سابق فضلك فإنك قد هديت أناس آخرين. وهذا فيه نوع من التوسل بفعل الله تعالى وهو هدايته من هدى.

"وعافنا فيمن عافيت".

...


(١) متفق عليه من حديث المسيب بن حزن، رواه البخاري في الجنائز باب: ماذا قال للمشترك عند الموت ح (١٣٦٠) . ورواه مسلم في الإيمان باب ٩: الدليل على صحة إسلام ح٣٩ (٢٤) .
(٢) متفق عليه من حديث العباس بن عبد المطلب، رواه البخاري في مناقب الأنصار باب قصة أبي طالب ح (٣٨٨٣) ، ومسلم في الإيمان باب: شفاعة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمه ح٣٥٧ (٢٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>