للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" (١) . ولم يحفظ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يصلي النوافل في المسجد، إلا النوافل الخاصة بالمسجد فإنه كان يصليها في المسجد مثل صلاة القدوم، فالإنسان إذا قدم إلى بلده سن له أن يدخل المسجد فيصلي ركعتين قبل أن يدخل البيت، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل ذلك وأمر به أيضاً، كما في قصة جابر في بيع الجمل المشهورة لما قدم المدينة قال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل دخلت المسجد وصليت فيه؟ " قال: لا، قال: "ادخل فصل فيه" (٢) . فالمشروع للإنسان إذا قدم بلده أول ما يقدم أن يذهب للمسجد ويصلي ركعتين.

فالأفضل المحافظة على السنة، وأن يصلي الإنسان الرواتب في بيته، لأن الذي قال: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" (٣) هو الذي قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام" (٤) . فأثبت الخيرية في مسجده، وبين أن الأفضل أن تصلي غير المكتوبة في البيت.

...


(١) متفق عليه، وتقدم تخريجه ص٢٨٢.
(٢) متفق عليه، رواه البخاري في مواضع منها في الصلاة مختصراً باب: الصلاة إذا قدم من سفر ح (٤٤٣) ، القصة كاملة في البيوع ح (٢٠٩٧) ، ومسلم في صلاة المسافرين باب: استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر ح٧١ – ٧٣ (٧١٥) .
(٣) متفق عليه، وتقدم تخريجه ص٢٨٢.
(٤) رواه البخاري في صفة الصلاة، باب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٣٣) ، ومسلم في الحج، باب: فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة (١٣٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>