أما إذا كان لغير عامة المسلمين فالأولى ألا تسأل أحدًا يدعو لك إلا إذا كنت تقصد من وراء ذلك أن ينتفع الداعي.
فتأتي لشخص وتقول: ادع الله لي؛ هذا لا بأس به بشرط ألا تقصد به إذلال نفسك بالسؤال؛ ولكن قصدك نفع الداعي؛ لأنه إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك:«آمين ولك بمثله» ؛ فهذه أنواع ستة كلها جائزة.
أما التوسل الممنوع فهو: أن يتوسل الإنسان بالمخلوق؛ فإن هذا لا يجوز؛ فالتوسل بالمخلوق حرام؛ يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول:"اللهم إني أسألك بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كذا وكذا" فإن هذا لا يجوز.
وكذلك لو سألت بجاه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنه لا يجوز؛ لأن هذا السبب لم يجعله الله، ولا رسوله سببًا.
وأما ما جاء في السؤال "أسألك بحق السائلين عليك" فالسائل يسأل هل للسائلين حق؟
الجواب: نعم للسائلين حق أوجبه الله على نفسه في قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} . وكذلك فإن الله يقول إذا نزل إلى السماء الدنيا:«من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه» فهذا حق السائلين، وهو من فعل الله -عز وجل- والتوسل إلى الله بفعله لا بأس به.