للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي: " اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد " وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي، عليه الصلاة والسلام، فإن الأفضل ألا نصلي على النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بها، وإنما نصلي عليه بالصيغة التي علمنا إياها.

وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أن كل إنسان يؤمن بأن محمدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيدنا فإن مقتضى هذا الإيمان أن لا يتجاوز الإنسان ما شرعه، وأن لا ينقص عنه، فلا يبتدع في دين الله ما ليس منه، ولا ينقص من دين الله ما هو منه، فإن هذا هو حقيقة السيادة التي هي من حق النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، علينا.

وعلى هذا فإن أولئكم المبتدعين لأذكار أو صلوات على النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يأت بها شرع الله على لسان رسوله محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تنافي دعوى أن هذا الذي ابتدع يعتقد أن محمدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيد؛ لأن مقتضى هذه العقيدة أن لا يتجاوز ما شرع وأن لا ينقص منه، فليتأمل الإنسان وليتدبر ما يعنيه بقوله حتى يتضح له الأمر ويعرف أنه تابع لا مشرع.

وقد ثبت عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: «أنا سيد ولد آدم» والجمع بينه وبين قوله: " السيد الله " أن السيادة المطلقة لا تكون إلا لله وحده فإنه تعالى هو الذي له الأمر كله فهو الآمر وغيره مأمور، وهو الحاكم وغيره محكوم، وأما غيره فسيادته نسبية إضافية تكون في شيء محدود، وفي زمن محدود، ومكان محدود، وعلى قوم دون قوم، أو نوع من الخلائق دون نوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>