للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ، وهو اللوح المحفوظ، وهذا الكتاب إنما كان عن علم من الله - عز وجل -.

وعلم الله تعالى بعمل الإنسان موجود في كتاب الله - عز وجل - قال- تعالى -: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} ، فهو يعلم السر والنجوى، والسر: هو ما يسره الإنسان في قلبه، ويحدث به نفسه، وأما النجوى: فهي ما يتناجى به مع صاحبه. وكل هذا معلوم لله - عز وجل -.

وهذا العلم من الله - عز وجل - لم يسبقه جهل، ولا يلحقه نسيان، ولهذا لما قال فرعون لموسى: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} قال: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى لَا يَضِلُّ} ، أي يجهل، {وَلَا يَنْسَى} ما كان معلومًا، بينما علم البشر محفوف بهاتين الآفتين، جهل سابق، ونسيان لاحق، {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} .

المرتبة الثانية: الكتابة ومعناها: أن تؤمن بأن الله تعالى كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كتب مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة، كل شيء في الوجود، أو يكون إلى العدم فإنه مكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

فالله عز وجل لما خلق القلم، قال له: اكتب قال: رب وماذا أكتب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>