للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استكمله ومنَّ الله عليه بالقبول فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه كما جاء

عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (١) ، وهذه مناسبة عظيمة،

وللصائم عند فطره من رمضان، بل وعند فطره من كل يوم فرحتان:

الفرحة الأولى: فرحة بإكمال يومه، أو شهره، وهذه الفرحة فرحة

بما منَّ الله به عليه من استكمال الشهر أو اليوم، وبما منَّ الله به عليه

من الثواب الجزيل على هذا اليوم.

وأما الأضحى فهو عيد عظيم يجتمع فيه المسلمون من كل

وجه على صعيد واحد على، عرفة، ويرتدون لباساً واحداً، لا يمتاز

به أحدهم عن الآخر، ويدعون الله- عز وجل- بما ييسر لهم من

الدعاء، فهو يوم عظيم يجتمع فيه المسلمون على عبادة واحدة

يدعون ربهم، فحق لهم أن يضعوا لهذه المناسبة عيداً يفرحون به.

وأما يوم الجمعة فهو عيد الأسبوع، وحق له أن يكون عيداً،

لأن فيه صلاة الجمعة التي ميَّزها الله- عز وجل- بميزات عظيمة لا

تكون لغيرها، فمنها:

ا- وجوب الغسل لها، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله

وسلم: "غسل الجمعة واجب على كل مسلم " (٢) ، أي على كل

بالغ.

٢- ومنها أنها صلاة منفردة لا يشاركها غيرها، فلا يجوز

جمع صلاة العصر إليها؟ لأن الجمع إنما ورد بين الظهر والعصر، لا


(١) تقدم تخريجه ص (٧٠) .
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الجمعة، باب فضل الغسل ... (٨٧٩) ومسلم، كتاب
الجمعة، باب وجوب غسل الجمعة (٨٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>