للسنة فقط، ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى (غير المئولين) أحق بالوصف المذكور من أهل المدرسة الثانية (المئولين) ، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف فلا يصح تقسيم أهل السنة إلى الطائفتين بل هم طائفة واحدة.
وأما احتجاجهم بقول ابن الجوزي في هذا الباب فنقول: أقوال أهل العلم يحتج لها ولا يحتج بها، فليس قول واحد من أهل العلم بحجة على الآخرين.
وأما قولهم: إن الإمام أحمد أول في حديث: «قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن» ، وحديث:«الحجر الأسود يمين الله في الأرض» ، وقوله - تعالى -: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} .
فنقول: لا يصح عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه تأول الحديثين المذكورين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى ص ٣٩٨ جـ ٥ من مجموع ابن القاسم:" وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي من أن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» و «قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن» ، و «إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن» ، فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه ". ا. هـ.
وأما قوله - تعالى -: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ، فإن الإمام أحمد لم يتأولها وإنما فسرها ببعض لوازمها، وهو العلم ردا على الجهمية، الذين فسروها بخلاف المراد بها، حيث زعموا أنها تقتضي كون الله - تعالى - في كل مكان بذاته - تعالى الله عن قولهم - فبين - رحمه الله تعالى - أن المعية هنا بمعنى الإحاطة بالخلق التي من جملتها العلم بهم. وذلك أن المعية لا تقتضي