للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على رجليه حتى يُراوِحَ بين رجليه من طول القيام، وأكثر ما يحدِّثنا ما لَقِيَ من قومه من قريش، ثم يقول: "لا سواء، كنَّا مستضعفينَ مستذلين - قال مُسدَّد: - بمكة، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجالُ الحربِ بيننا وبينهم، نُدال عليهم ويدالُون علينا" فلما كانت ليلةٌ أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأتَ عنَّا الليلةَ، قال: "إنه طرأ علي جزئي من القرآن، فكَرِهْتُ أن أجيء حتى أتمَّه".

قال أوس: سألت أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - كيف يُحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاثٌ، وخمسٌ، وسبعٌ، وتسعٌ، وإحدى عشرة، وثلاثَ عشرةَ، وحِزبُ المفصّل وحدَه (١). وحديث أبي سعيد أتم.


(١) إسناده ضعيف. عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ضعفه غير واحد، وقالوا: يكتب حديثه للاعتبار، وباقي رجاله ثقات.
مسدد: هو ابن مسرهد الأسدي، وأبو خالد: هر سليمان بن حيان الأزدي، وأوس: هو ابن حذيفة الثقفي.
وأخرجه ابن ماجه (١٣٤٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبى خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (١٦١٦٦).
قال الخطابي: قوله: يرواح بين رجليه: هو أن يطول قيام الإنسان حتى يعيا، فيعتمد على إحدى رجليه مرة، ثم يتكى على رجله الأخرى مرة.
و"سجال الحرب": نوَبُها، وهي جمع سَجل، وهو الدلو الكبيرة، وقد يكون السجال مصدر ساجَلت الرجل مساجلة وسجالاً، وهو أن يستقي الرجل من بئر، أو ركية، فينزع هذا سجلاً، وهذا سجلاً يتناوبان السَّقي بينهما.
قلنا: وقوله: "طرأ علي جزئي من القرآن": يريد أنه أغفله عن وقته ثم ذكره فقرأه. وانظر لزاماً "شرح مشكل الآثار" ٣/ ٣٩٧ - ٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>