وقوله: وضع خاتمه، أي: نزعه من يده لئلا يدخل به الخلاء. (١) بل تابع هماماً عليه يحيى بن المتوكل البصري عند الحاكم ١/ ١٨٧، والبيهقي ١/ ٩٥، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وضعفه البيهقي، وتعقبه ابن التركماني فقال: فيه (يعنى تضعيف البيهقي للحديث) نظر، إذ ليس في سنده من تكلم فيه فيما علمت، ويحيي بن المتوكل بصري أخرج له الحاكم في "المستدرك"، وقال ابن حبان [في "الثقات" ٧/ ٦١٢]: يخطئ، ليس هذا يحيى بن المتوكل الذي يقال له أبو عقيل، ذاك ضعيف. ثم نقل عن الدارقطني في "العلل" أن يحيى بن الضريس رواه عن ابن جريج كرواية همام، قال ابن التركماني: فهذه متابعة ثانية، وابن الضريس ثقة، فيتبين بذلك أن الحديث ليس له علة، وأن الأمر فيه كما ذكر الترمذي من الحسن والصحة. قلنا: أما يحيى بن المتوكل فتتمة ترجمته من "الثقات" أنه كان راوياً لابن جريج، وروى عنه العراقيون، وقدم بغداد فكتب عنه أهلها. وله ترجمة في "تهذيب الكمال" ٣١/ ٥١٦ تمييزاً عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل المدني المترجم قبله أصالة، الشديد الضعف، وقد روى عن جمع، وروى عنه جمع، ومع هذا ظنه ابن القيم في "تهذيب السنن" ١/ ٢٧ أبا عقيل، فلم يرتضِ متابعته. وأما إعلال المصنف له برواية ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه، فلم يرضه ابن التركماني، وقال: الحديثان مختلفان متناً وكذا سنداً.