وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٤١٧١) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (٩٦٧) من طريق عمرو بن أوس، عن الحارث بن عبد الله، به. وقال: حديث غريب. وهو في "مسند أحمد" (١٥٤٤٠). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "شرح العمدة" ٣/ ٥٧١ بعد أن ذكر حديث الحارث وعمر هذا: الحارث كان قد سمع من النبي - صلَّى الله عليه وسلم - أن من حج البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت. واللفظ ظاهر في العموم، ثم سأل عمر عن صورة من صور العموم وأفتاه بما يطابق العموم، ولم يعلما أن تلك الصورة مخصوصة من هذا اللفظ. أي: بحديث عائشة السالف عند المصنف قبله، وبحديث ابن عباس الذي أخرجه الخاري (١٧٥٥)، ومسلم (١٣٢٨) (٣٨١). وقال الخطابي: قوله: أربتَ: دعاء عليه، كأنه يقول: سقطت آرابه، وهي جمع إرْبٍ وهو العضو، وهذا على سبيل الاختيار في الحائض إذا كان في الزمان نَفَسٌ وفي الوقت مهلة، فأما إذا أعجلها السير، كان لها أن تنفر من غير ودل بدليل خبر صفية، وممن قال: إنه لا وداع على الحائض مالك والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق، وهو قول أصحاب الرأي، وكذلك قال سفيان. وقوله: لكيما أخالف. قال صاحب "عون المعبود": "ما" زائدة. المعنى: أنك لما سألت عنها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - كان ينبغي لك أن تخبرني به ولا تسألني عنها لئلا أقول قولاً أخالف فيه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -.