للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأطلَقه ثم أناخَه فقعَد عليه، ثم خرج يَرْكُضه، واتَّبعه رجلٌ من أسلَمَ على ناقة وَرقَاءَ هي أمثَلُ ظَهْرِ القوم، فخرجتُ أعدُو، فأدركتُه، ورأسُ النَّاقة عند وَرِك الجمل، وكنت عند وَرِك الناقة، ثم تقدَّمتُ، حتى كنت عند وَرِك الجمل، ثم تقدَّمتُ، حتى أخذْتُ بخُطامِ الجمل، فأنَخْتُه، فلما وضَعَ رُكبتَه بالأرضُ اختَرَطْتُ سيفي فأضربُ رأسه، فَنَدَرَ، فجئتُ براحلتِه وما عليها أقودُها، فاستقبَلَني رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- في الناسِ مُقبلاً، فقال: "مَن قَتَل الرَّجُلَ؟ " فقالوا: سلمة بن الأكْوعِ، فقال: "له سَلَبُهُ أجمعُ" (١).

قال هارونُ: هذا لفظُ هاشم.


(١) إسناده صحيح. إياس بن سلمة: هو ابن الأكوع، وهشام: هو ابن سعيد الطالقاني.
وأخرجه مسلم (١٧٥٤)، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٢٤) من طريق عكرمة بن عمار، به.
وأخرج قصَّة تنفيل السلب منه فقط ابن ماجه (٢٨٣٦) من طريق عكرمة بن عمار، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٦٥١٩) و (١٦٥٢٣)، و "صحيح ابن حبان" (٤٨٤٣) بتمامه.
وتختلف هذه الرواية عن سابقتها بأن الرواية الأولى التي عند البخاري والنسائي (٨٧٩٣) فيها أمر منه -صلَّى الله عليه وسلم- بقتل ذلك العين المشرك، وهنا فيه إقرارٌ منه -صلَّى الله عليه وسلم- لقتله، لا أمرٌ منه بذلك.
قال الخطابي: "نتضحّى" معناه: نتغدى، والضحاء -ممدود- الغداء. و"الطلق": سَير يقيد به البعير، و"حقوه ": مؤخَّره.
وقوله: "نَدَر" معناه: بانَ منه وسقط.
قال: وفيه إثبات السَّلب للقاتل، وأنه -صلَّى الله عليه وسلم- لم يخمِّسْه.

<<  <  ج: ص:  >  >>