للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها، قالَ الرجلُ الثالثُ: هذا أولُ الغَدْرِ، واللهِ لا أصحبُكم، إن لي بهؤلاء لأسوةَ، فجرُّوه، فأبى أن يصحبَهم، فقتَلوه، فلبِثَ خبيبٌ أسيراً حتى أجمعوا قتلَه، فاستعار مُوسى يَستحِدُّ بها، فلما خرجوا به ليقتُلوه، قال لهم خُبيبٌ: دعوني أركعْ ركعتَين، ثم قال: واللهِ لولا أن تحسَبُوا ما بي جَزَعاً لزِدْتُ (١).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه بأطول مما هاهنا البخاري (٣٩٨٩) عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، و (٤٠٨٦) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد" (٧٩٢٨)، و"صحيح ابن حبان" (٧٠٣٩). وانظر ما بعده. قال الخطابي: "القردد" رابية مشرفة على وَهْدة. فال الشاعر:
متى ما تزُزنا آخر الدهر تلقنا ... بقرقرةٍ ملساءَ ليست بقَردَدِ
وقوله: "يستحد بها" أي: يحلق شعر - عانته. والاستحداد: مأخوذ من الحديد.
وفيه من العلم: أن المسلم يجالد العدو إذا أُرهِق، ولا يستأسر له ما قدر على الامتناع منه.
وإنما استحد خبيب خوفاً أن تظهر عورته إذا صلبوه، ثم إنه من السنة، فاستعمله متجهزاً للموت.
وقال المنذري: خُبيب، بضم الخاء المعجمة، وفح الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها باء موحدة.
والدثنة: بفتح الدال المهملة، وكسر الثاء المثلثة، وفح النون، وبعدها تاء تأنيث.
ويقال: الدَّثنة بفتح الدال وسكون الثاء.
قال: وخبيب: هو ابنُ عدي الأنصاري الأوسى، وابن الدثنة، هو أنصاري بياضي. وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح -بالقاف والحاء المهملة- أنصاري، شهد بدراً، وهو الذي حمته دَبَر النحل من المشركين، كنيته أبو سليمان.
وكان ذلك يوم الرجيع سنة ثلاث من الهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>