للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي لها" فقالوا: نعم، وكان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- أخذ عليه، أو وَعَدَه، أن يُخلّيَ سبيلَ زينبَ إليه، وبعثَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- زيدَ بن حارثةَ ورجلاً من الأنصارِ، فقال: "كونا ببطن يَأْجِج حتى تمرَّ بكما زينب فتصحباها حتى تأْتيا بها" (١).

٢٦٩٣ - حدَّثنا أحمد بن أبي مَريمَ، حدَّثنا عمِّي -يعني سعيدَ بنَ الحَكَم- قال: أخبرنا الليثُ، عن عُقَيل، عن ابن شهابٍ، قال: وذكر عُروةُ بن الزُّبير

أن مروانَ والمِسوَرَ بنَ مَخْرمةَ أخبراه: أن رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال حين جاءه وَفْد هَوَازنَ مسلمين فسألُوه أن يَرُدَّ إليهم أموالَهم، فقال لهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "معي من ترون، وأحبُّ الحديث إليَّ أصدَقُهُ، فاختاروا إمَّا السبْيَ، وإما المالَ" فقالوا: نختار سبْيَنا، فقامَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- فأثْنى على الله، ثم قال: "أما بعدُ، فإن إخوانكم هؤلاءِ جاؤوا تائبينَ، وإني قد رأيتُ أن أرُدَّ إليهم سَبْيَهم، فمن أحبَّ منكم أن يُطَيِّبَ ذلك فليفعلْ، ومن أحبَّ منكم أن يكون على حظِّه حتى نعطيَه


(١) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فقد صرح بالسماع عند ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٣٠٧ - ٣٠٨ وغيره فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه أحمد (٢٦٣٦٢)، وابن الجارود (١٠٩٠)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٧٠٨)، والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (١٠٥٠)، والحاكم ٣/ ٢٣ و ٢٣٦ و ٣٢٤ و ٤/ ٤٤ - ٤٥، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٣٢٢، وفي "دلائل النبوة" ٣/ ١٥٤ من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
قوله: "يأجج"، قال المنذري في "اختصار السنن" بفتح الياء آخر الحروف، وبعدها همزة وجيمين، الأولى مكسورة، موضع على ثمانية أميالٍ من مكة، كان ينزله عبد الله بن الزبير، فلما قتله الحجاج أنزله المجذَّمين، وبنواحي مكة موضع آخر يقال له: ياجج، وهو أبعدهما، بينه وبين مسجد التنعيم ميلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>