وأخرجه أحمد (١٧٩٢٤) وابن قانع في "معجم الصحابة" ٢/ ١٨٢، والبيهقي ٣/ ٣٧٨، والمزي في ترجمة عُبيد بن خالد السلمي في "تهذيب الكمال"، من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة ٣/ ٣٧٠، وأحمد (١٧٩٢٥) عن محمد بن جعفر، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٢/ ١٨٢ من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به. قال الخطابي: "الأسِفُ": الغضبان، ومن هذا قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف:٥٥] ومعناه -والله أعلم- أنهم فعلوا ما أوجب الغضب عليهم، والانتقام منهم. وقال المناوي في "فيض القدير" ٦/ ٢٤٦: "أخذة أسَف" بفتح السين، أي: غضب، وبكسرها والمد، أي: أخذة غضبان، يعني هو من آثار غضب الله تعالى، فإنه لم يتركه ليتوب ويستعد للآخرة، ولم يمرضه ليكون المرض كفارة لذنوبه، كأخذة من مضى من العُصاة المردة كما قال الله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف: ٩٥] وهذا وارد في حق الكفار والفجار، لا في المؤمنين الأتقياء. قلنا: لأن المؤمن غالباً مستعد لحلوله، فيريحه من نصب الدنيا، وقد روى ابن أبي شيبة ٣/ ٣٧٠، والبيهقي ٣/ ٣٧٩ عن عبد الله بن مسعود وعائشة قالا: موت الفجاءة رأفة بالمؤمن وأسف على الفاجر. وإسناده صحيح موقوفاً.