ومن حديث عبد الله البهي، سيأتي عند المصنف بعده، وهو مرسل. قال الخطابي: كان بعض أهل العلم يتأول ذلك على أنه إنما ترك الصلاة عليه لأنه قد استغنى بنبوة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- عن قُربة الصلاة، كما استغنى الشهداء بقربة الشهادة عن الصلاة عليهم. وقد روى عطاء مرسلاً: أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- صلَّى على ابنه إبراهيم، ورواه أبو داود في حديث الباب ... قلت [القائل الخطابي]: وهذا أولى الأمرين، وان كان حديث عائشة أحسن اتصالاً. وقد روي أن الشمس قد خُسفت يوم وفاة إبراهيم، فصلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- صلاة الخسوف، فاشتغل بها عن الصلاة عليه، والله أعلم. قلنا: ونقل الزيلعي في "نصب الراية" ٢/ ٢٨١ عللاً أخرى منها: أنه قيل: إنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء أنه لو عاش لكان نبياً، قال: وقيل: المعنى أنه لم يصل عليه بنفسه وصلى عليه غيره، والله أعلم بالصواب. (١) رجاله ثقات، لكنه مرسلٌ. البهي: هو عبد الله مولى مصعب بن الزبير، ومحمد ابن عُبيد: هو الطنافسي. وأخرجه البيهقي ٤/ ٩ من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. وهو في "مراسيل أبي داود" (٤٣١) عن هناد بن السَّري وعثمان بن أبي شيبة، به. وانظر ما بعده. والمقاعد: موضع بقرب المسجد النبوي، كان يتخذ للقعود للحوائج والوضوء.