للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٦١ - حدَّثنا سعيدُ بنُ منصورٍ، حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ أبي حازمٍ، عن أبيه

عن سهلٍ -يعني ابن سعْد- عن النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "واللهِ لأن يُهدَى بهُداكَ رجلٌ واحدٌ خَير لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ" (١).


= وأخرجه الترمذي (٢٨٤٧) من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٥٩٠)، و"صحيح ابن حبان" (٦٧) و (٦٨٠).
وأخرجه ابن ماجه (٢٣٠) من طريق عبّاد بن شيبان الأنصاري، عن زيد بن ثابت.
قال الخطابيُّ: قوله: "نضر الله" معناه: الدعاء له بالنضارة وهي: النعمة والبهجة، يقال: بتخفيف الضاد وتثقيلها، وأجودُها التخفيف.
وفي قوله: "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" دليل على كراهة اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهي في الفقه، لأنه إذا فعل ذلك، فقد قَطَعَ طريقَ الاستنباط والاستدلال لمعاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه وجوبُ التفقه والحث على استنباط معاني الحديث واستخراج المكنون من سِرِّه.
وهذا دعاء من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - لمستمع العلم وحافظه ومبلغه.
(١) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وهو في "سنن سعيد بن منصور" (٢٤٧٢) و (٢٤٧٣).
وأخرجه البخاري (٢٩٤٢)، ومسلم (٢٤٠٦)، والنسائي في "الكبرى" (٨٠٩٣) و (٨٣٤٨) و (٨٥٣٣) من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢٢٨٢١)، و"صحيح ابن حبان" (٦٩٣٢).
وقوله: خير لك من حمر النعم. النعم بفتحتين واحد الأنعام، وهي الأموال الراعية، وأكثر ما يقع على الإبل، ومعنى حمر النعم، أي: أقواها وأجلدها، والإبل الحمر هي أنفس أموال العرب كانوا يتفاخرون بها.
وفي قوله: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً. يؤخذ منه أن تالُّفَ الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله.
قال في "بذل المجهود": لو دللت أحداً على الإسلام أو العلم، فحصل له الإسلام أو العلم بهدايتك له، فما حصل لك به من الأجر والثواب خير لك من حُمْرِ النعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>