للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩١٣ - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الرَّحيم بنِ البَرْقيِّ، أن سعيدَ بن الحكم حدَّثهم، أخبرنا يحيى بنُ أيوبَ، حدَّثني ابنُ عجلانَ، حدَّثني القعقاعُ بنُ حَكيمٍ وعُبَيدُ الله بنُ مِقْسَم وزيدُ بنُ أسلمَ، عن أبي صالح

عن أبي هريرة أن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "لا غُوْلَ" (١).

٣٩١٤ - قُرئ على الحارِثِ بنِ مِسكينٍ -وأنا شاهدٌ- أخبركم أشهبُ، قال:


= قال الخطابي: وأما الهامة، فإن العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تصير هامة فتطير، فأبطل النبي - صلَّى الله عليه وسلم - ذلك من قولهم، وتطير العامة اليوم من صوت الهامة ميراث ذلك الرأي. وهو من باب الطيرة المنهي عنها. وقوله: ولا نوء، أي: لا تقولوا: مطرنا بنوء كذا ولا تعتقدوه.
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- ابن عجلان: هو محمد، وسعيد بن الحكم: هو ابنُ أبي مريم.
وأخرجه الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص ٨ والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٣٠٨ من طريق ابن أبي مريم، بهذ الإسناد.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند أحمد (١٤١١٧)، ومسلم (٢٢٢٢)، ابن حبان (٦١٢٨).
قال الخطابي: قوله: "لا غول" ليس معناه نفي الغول عيناً، وإبطالها كوناً، وإنما فيه إبطال ما يتحدثون به عنها من تغوُّلها، واختلات تلوّنها في الصور المختلفة وإضلالها الناس عن الطريق، وسائر ما يحكون عنها مما لا يعلم له حقيقة، يقول: لا تصدقوا بذلك ولا تخافوها، فإنها لا تقدر على شيء من ذلك إلا بإذن الله عز وجل، ويقال: إن الغيلان سحرة الجن تسحر الناس وتفتنهم بالإضلال عن الطريق، والله أعلم.
وقال الدميري في "حياة الحيوان" ٢/ ١٣٤: والذي ذهب إليه المحققون أن الغول شيء يخوف به ولا وجود له كما قال الشاعر:
الغول والخل والعنقاء ثالثة ... أسماه أشاء لم توجد ولم تكن

<<  <  ج: ص:  >  >>