وفي باب قوله: "لا هامة، ولا عدوى، ولا طيرة عدة أحاديث منها حديث أبي هريرة السالف عند المصنف برقم (٣٩١١)، وحديث أنس سلف أيضاً برقم (٣٩١٦). وحديث ابن عمر عند البخاري (٥٧٥٣) و (٥٧٧٢) ومسلم (٢٢٢٥). وفي باب قوله: "وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار" حديث ابن عمر عند البخاري (٥٠٩٤)، ومسلم (٢٢٢٥). وحديث سهل بن سعْد عند البخاري (٢٨٥٩) و (٥٠٩٥)، ومسلم (٢٢٢٦). وحديث جابر بن عبد الله عند مسلم (٢٢٢٧) إلا أنه ذكر الخادم بدل المرأة. ورواية هؤلاء الثلاثة بلفظ: "إن كان الشؤم في شيء ... " كصيغة لفظ المصف. وجاء في روايات أخرى لحديث ابن عمر بصيغة الجزم: "الشؤم في ثلاثة ... " كما في الحديث التالي والصحيح رواية الأكثرين. ويكون المعنى حينذٍ ما قاله الإمام الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص ٣٤: أنه لم يُثبت بذلك صحة الطيرة، بل إنما أخبر -صلَّى الله عليه وسلم- أن ذلك إن كان في شيء، ففي هذه الثلاث، وذلك إلى النفي أقرب منه إلى الإيجاب، لأن قول القائل: إن كان في هذه الدار أحد فزيد، غير إثبات منه أن فيها زيداً، بل ذلك من النفي أن يكون فيها زيد، أقرب منه إلى الإثبات أن فيها زيداً. وقال الطحاوي في شرح مشكل الآثار": فكان ما في هذا على أن الشؤم إن كان، كان في هذه الثلاثة الأشياء، لا يتحقق كونه فيها، وقد وافق ما في هذا الحديث ما روي عن جابر وسهل بن سعد عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - في هذا المعنى. قال: وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها إنكارها لذلك، وإخبارها أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - إنما قال ذلك إخباراً منه عن أهل الجاهلية أنهم كانوا يقولونه، غير أنها ذكرته عنه عليه السلام بالطيرة لا بالشؤم، والمعنى فيهما واحد. قلنا: حديث عائشة هذا أخرجه أحمد (٢٦٠٣٤) وإسناده صحيح. وانظر كلام الإِمام العيني عند الحديث التالي.