وقولى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} كذا ضبطت في (أ) و (ب) و (هـ)، وضبطت في (ج): فَرَغَ، بالفاء والراء المهملة والغين المعجمة بالتحريك، لكن جاء عند البخاري بإثر الحديث أن سفيان بن عيينة روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - أنه قرأ: (فُرِّغ) بالفاء المضمومة والراء المهملة المشددة والغين المعجمة، وقال سفيان: وهي قراءتُنا. وذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٤٥٢ أنها قر اءة الحسن وقتادة وابن يعمر، قال: وهو بمعنى الأول، لأنها فرغت من الفزع. وقال الحافظ في "الفتح" ٨/ ٥٣٩: وهذه القراءة رويت أيضاً عن الحسن وقتادة ومجاهد، والقراءة المشهورة بالزاي والعين المهملة. وقرأها ابن عامر [قلنا: ويعقوب الحضرمي] (فَزَّعَ) مبنيا للفاعل، ومعناه بالزاي والمهملة: أدهشَ الفزع عنهم، ومعنى التي بالراء والغين المعجمة: ذهب عن قلوبهم ما حلّ فيها. وقال السهارنفوري في "بذل المجهود" ١٦/ ٣١٩: وهذه القراءة بالراء والمعجمة خارجة عن القراءات المتواترة. (١) إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر -وهو عيسى بن أبي عيسى ماهان الرازي- وقول المصنف بإثر الحديث: هذا مرسل، هو كما قال، وعنى بقوله: مرسل أنه منقطع، إطلاق المرسل على المنقطع شائع عند الأئمة المتقدمين. لكن جاء تعيين الواسطة بين الربيع وبين أم سلمة، وهو أبو العالية رُفيع بن مِهران، عند الحاكم في "مستدركه" وغيره، فإن صح ذكر الواسطة يبقي ضعفُ أبي جعفر الرازي. وأخرجه أبو عمر حفص بن عمر الدُّوري في "قراءات النبي" (٩٩) عن محمد بن عنبسة، والخطيب في تاريخ بغداد" ٦/ ٣٢٤ من طريق الحسن بن مُكرم، كلاهما عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد. ويغلب على الظن أن محمد بن عنبسة محرّف عن محمد بن عيسى -وهو ابن رزين التيمي الرازي- والتحريف قديم، لأن المزي ذكر في ترجمة الدوري من شيوخه محمد بن عنبسة، فالله تعالى أعلم. =