قلنا: يعني حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلم - عن فاطمة بنت قيس الآتي في الطريقين التاليين. وخالف الزهريُّ في روايته هذه أيضاً الشعبيَّ في قول تميم الدَّاري: فإذا أنا بامرأة تجر شعرها، قال: ما أنتِ؟ قالت: أنا الجَسَّاسة؛ لأن الشعبي قال في روايته: فلقيتهم دابةٌ أهلَبُ كثيرةُ الشعر. وخالفه أيضاً في وصف الدَّجَّال حيث قال: يجر شعره، ينزو فيما بين السماء والأرض، وقال الشعبي في روايته: دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه. وقد سأل الترمذيُّ البخاريَّ عن حديث الجساسة، فقال: يرويه الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة ابنة قيس. قال البخاري: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدَّجَّال هو حديث صحيح. نقله عنه في "علله الكبير" ٢/ ٨٢٨. وهذا من البخاري إضراب عن رواية الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة وتصحيح لرواية الشعبي عن فاطمة. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن، وعثمان بن عبد الرحمن: هو ابن مسلم الحراني والنُّفيلي: هو عبد الله بن محمَّد بن علي بن نُفيل الحراني. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (٣١٨٠) من طريق معن بن عيسى وعبد العزيز الدراوردي وابن أبي فديك وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (١٥٧) من طريق عثمان بن عمر، والطبراني في "الكبير" ٢٤/ (٩٢٢) من طريق ابن أبي فديك وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" في ترجمة فاطمة بنت فيس، من طريق شعيب بن إسحاق، خمستهم عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (٣١٨١) والطبراني ٢٤/ (٩٢٣) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر تالييه.