وأخرجه البخاري في "الأدب" (٧٩١) من طريق عبيدة بن حميد، والطبراني (١٢٦٠٩)، والبيهقي في الشعب، (٨٤٢٠) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٢٦٣ من طريق مسعر، ثلاثتهم عن قابوس، به. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (٣٠٦) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن غريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "التؤدة والاقتصاد والتثبتُ والصمتُ جُزءٌ من ستة وعشرين جزءاً من النبوة". وأورده مالك في "الموطأ" بلاغاً ٢/ ٩٥٤ - ٩٥٥ عن ابن عباس أنه كان يقول: القصد والتؤدة وحسن السمت، جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة، فجعله موقوفاً على ابن عباس. وله شاهد بإسناد حسن من حديث عبد الله بن سرجس، أخرجه الترمذي في "سننه" (٢١٢٨) بلفظ: "السمتُ الحسنُ والتُؤَدَةُ والاقتصادُ جزءُ من أربعةٍ وعشرين جُزءاً من النبوّة". وقال الخطابي في" معالم السنن" ٤/ ١٠٦: هدي الرجل: حاله ومذهبه، وكذلك سمتُه. وأصل السمت: الطريق المنقاد. والاقتصاد: سلوك القصد في الأمر والدخول فيه برفق وعلى سبيل يمكن الدوامُ عليه كما روي أنه قال: "خير الأعمال أدومها وإن قل". يريد أن هذه الخلال من شمائل الأنبياء صلوات الله عليهم، ومن الخصال المعدودة من خصالهم، وأنها جزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا بهم وتابعوهم عليها. وليس معنى الحديث أن النبوة تتجزأ ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوة مكتسبة ولا مجتلبة بالاسباب، وإنما هي كرامة ملأ الله سبحانه وخصوصية لمن أراد إكرامه بها من عباده: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: ١٢٤] وقد انقطعت النبوة بموت النبي -صلى الله عليه وسلم-.=