قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١٣١: قوله: لقست نفسي وخبثت معناهما واحد، وإنما كره من ذلك لفظ الخبث وبشاعة الاسمِ منه، وعلَّمهم الأدب في المنطق، وأرشدهم إلى استعمال الحسن وهجران القبيح منه. وقال ابن أبي جمرة: النهي عن ذلك للندب. والأمر بقوله: لَقِست للندب أيضاً، فإن عبَّر بما يؤدي معناه كَفَى، ولكن ترك الأولى، قال: ويُؤخذُ من الحديث استحبابُ مجانبة الألفاظ القبيحة والأسماء، والعدول إلى ما لا قبح فيه، والخبث واللقس وإن كان المعنى المراد يتأذى بكل منهما، لكن لفظ الخبث قبيح، ويجمع أموراً زائدة على المراد بخلاف اللقس، فإنه يختص بامتلاء المعدة، قال: وفيه أن المرء يطلب الخيرَ حتى بالفأل الحسن، ويضيفُ الخير إلى نفسه ولو بنسبة ما، ويدفع الشرِّ عن نفسه مهما أمكن، ويقطع الوصيلةَ بينه وبينَ أهل الشرِّ حتى في الألفاظ المشتركة. (١) إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه البخاري (٦١٧٩)، ومسلم (٢٢٥٠)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٨٢١) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١٠٨٢٢) من طريق الزهري، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (٢٤٢٢٤)، و"صحيح ابن حبان" (٥٧٢٤). وعندهم: خبثت بدل جاشت.