قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١٤٠: معنى هذا الكلام حسن الارتياد لموضع الرؤيا واستعبارها العالم بها الموثوق برأيه وأمانته. وقوله: "على رجل طائر": مثل، ومعناه: أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر. وقال أبو إسحاق الزجاج في قوله:" لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي": الواد لا يحب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحب وإن لم يكن عالماً بالعبارة ولم يعجل لك بما يغمك لا أن تعبيرها يزيلها عما جعله الله عليه. وأما ذو الرأي، فمعناه: ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها أو بأقرب ما يعلم منها ,ولعله أن يكون في تفسيره موعظة تردعك عن قبيحٍ أنت عليه أو تكون فيها بشرى فتشكر الله على النعمة فيها. وقال الطيبي، فيما نقله العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" ٤/ ٥٤٩: التركيب من باب الشبيه التمثيلي، شبّه الرؤيا بالطير السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة، فينبغي أن يتوهم للمشبه حالات مناسبة لهذه الحالات، وهي أن الرؤيا مستقرة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير، فإذا كانت في حكم الواقع، قيض من يتكلم بتاويلها على ما قدر، فيقع سريعاً، وان لم يكن في حكمه لم يقدَّر لها من يعبرها. (١) إسناده صحيح. النفيلي: هو عبد الله بن محمَّد، وزهير: هو ابن معاوية. وأخرجه البخاري (٥٧٤٧)، ومسلم (٢٢٦١) (١) و (٢)، وابن ماجه (٣٩٠٩)، والترمذي (٢٤٣٠)، والنسائي في "الكبرى" (٧٥٨٠) من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =