للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخطَّابِ رضي الله عنه قد رآه قبلَ ذلك، فكتَمَه عشرينَ يوماً، قال: ثمَّ أخبَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: "ما مَنَعَكَ أن تُخبِرَني؟ " فقال: سَبَقَني عبدُ الله بنُ زيد، فاستَحيَيتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا بلالُ، قُم فانظُر ما يأمُرُكَ به عبدُ الله بنُ زيد فافعَله" قال: فأذّنَ بلالٌ.

قال أبو بِشر: فأخبَرَني أبو عُمير أنّ الأنصارَ تزعُمُ أنَّ عبدَ الله بنَ زيد لولا أنَّه كان يومئذٍ مريضاً لجعلَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُؤذناً (١).


(١) إسناده صحيح. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح في رواية زياد بن أيوب بالتحديث، فارتفعت مظنة التدليس عن هشيم. وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية. وأبو عمير بن أنس بن مالك الأنصاري قال أبو أحمد الحاكم وابن سعد: اسمه عبد الله، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وصحح حديثه ابن المنذر وابن حزم وغيرهما، وقال الحافظ فى "التقريب": ثقة.
وأخرجه البيهقي ١/ ٣٩٠، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ٢١ من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
قوله: "القنع" قال الخطابى في "غريب الحديث" ١/ ١٧٢ - ١٧٤: قد أكثرت السؤال عن هذا الحرف والنشدة له، فلم أجد فيه إلا دون ما يقنع، واختلفت الروايات فيه، فقال ابن الأعرابى: القنع، وسمعته مرة أخرى يقول: القبع، ثمَّ رواه الخطابي من طريق سعيد بن منصور عن هشيم، وفيه: "القتع" بالتاء، ثمَّ قال: فأما القنع وتفسير الراوي أنه أراد الشَّبّور (البوق)، فإن الرواية إن صحت به أمكن أن يقُال على بُعد فيه أنه إنما سُمّي قُنعاً لإقناع الصوت به، وهو رفعه، أو لأنه أُقنِعَت أطرافه إلى داخله. وإن كانت الرواية القُبَع فالوجه في تخريجه -وإن كان في البُعد مثل الأول أو أشد- أن يكون الشبور إنما سمي قبعاً إما لأنه يقبعَ فم صاحبه، أي: يواريه إذا نفخ فيه، أو لأنه قد ضُمّت أطرافه إلى داخله. وقال لي أبو عمر الزاهد: إنما هو القثع، وهو البوق، وهذا على ما ذكره أصح الوجوه، ورواية سعيد بن منصور تشهد لذلك، غير أني لم أسمع هذا الحرف من غيره. وأما القتع بالتاء فهو دودٌ يكون في الخشب، والواحدة قتعة. ومدار هذا الحرف على هشيم، وكان كثير اللحن والتحريف على جلالة محله في الحديث رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>