للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلمّا أصبَحتُ أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبَرتُه بما رأيتُ، فقال: "إنَّها لَرؤيا حَقٍّ إن شاء الله، فقُم مع بلالٍ فألقِ عليه ما رأيتَ فليؤَذِّنْ به، فإنّه أندى صوتاً منك" فقُمتُ مع بلالٍ، فجعلتُ أُلقيهِ عليه ويُؤَذنُ به، قال: فسمعَ ذلك عمرُ بنُ الخطَّاب وهو في بيتِه، فخرجَ يَجُر رداءَه، ويقول: والذي بعثَكَ بالحق يا رسولَ الله، لقد رأيتُ مثلَ ما أُرِيَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلله الحمدُ" (١).

قال أبو داود: هكذا رواية الزُّهريِّ عن سعيد بن المُسيّب عن عبد الله بن زيد، وقال فيه ابن إسحاق عن الزُّهريّ: الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ (٢). وقال مَعمَر (٣) ويونُسُ عن الزُّهريّ فيه: الله أكبرُ، الله أكبرُ، لم يُثَنِّ (٤).


(١) إسناده حسن، محمَّد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهريّ.
وأخرجه الترمذي (١٨٧)، وابن ماجه (٧٠٦) من طريقين عن محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه ليس فيها ذكر الإقامة، ورواية الترمذي مختصرة بآخره. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (١٦٤٧٨)، و"صحيح ابن حبان" (١٦٧٩).
قوله: "طاف بي رجل" هو من الطيف وهو الخيال الذي يلم بالنائم، يقال منه: طاف يطيف، ومن الطواف: يطوف، ومن الإحاطة بالشيء. أطاف يطيف.
وقوله: "فإنه أندى صوتاً" أي: أرفع.
(٢) رواية ابن إسحاق أخرجها أحمد (١٦٤٧٧)، والبيهقي ١/ ٤١٥.
(٣) رواية معمر أخرجها عبد الرزاق (١٧٧٤)، وهي عن الزُّهريّ عن سعيد مرسلاً، لم يذكر فيه عبد الله بن زيد.
(٤) هكذا في (أ) و (ج)، وفي (د) و (هـ): يُثنِّيا، فأعاد الضمير على معمر ويونس. وهذا جائز كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>