وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٢٦٣ من طريق عبد الله بن عون، عن إبراهيم: صلى حذيفة ... ، لم يذكر هماماً. وأخرجه ابن أبي شية ٢/ ٢٦٢ عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، به، غير أنه ذكر أن الذي جذب حذيفة هو سلمان. وهكذا أخرجه أبو يوسف في "الآثار" (٣٢٦) عن الإمام أبي حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، أن حذيفة ... وأخرجه عبد الرزاق (٣٩٠٤) عن الثوري، عن حماد، عن مجاهد قال: رأى سلمان حذيفة يؤمهم ... قلنا: والوجهان محفوظان، فقد أخرج عبد الرزاق (٣٩٠٥) عن معمر، عن الأعمش، عن مجاهد أو غيره -شك أبو بكر (يعني عبد الرزاق) -: أن أبا مسعود وسلمان وحذيفة صلى بهم أحدهم، فذهب يصلى على دكان، فجبذه صاحباه، وقالا: انزل عنه. وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" ١/ ١٨٠، والبيهقي ٣/ ١٠٩ من طريقين عن الليث بن سعد، عن زيد بن جبيرة، عن أبي طوالة، عن أبي سعيد الخدري مثل هذه القصة، وفيها أن سلمان جذب حذيفة، وفيها التصريح برفع النهي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-. وزيد بن جبيرة متروك. وأخرج الدارقطني (١٨٨٢/ ١) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن أبي مسعود قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه، يعني أسفل منه. قوله: "بالمدائن" هي على سبعة فراسخ (أي ٢١ ميلاً) من بغداد على حافتي دجلة، وهي دار مملكة الأكاسرة والفرس اختاروها من مدن العراق، افتتحها المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص في زمن الخليفة عمر بن الخطاب سنة (١٦هـ) وفيها إيوان كسرى، الذي لا زالت أطلاله باقية إلى الآن. وقوله: "على دكان" هي الدَّكَّة، وهي المكان المرتفع يُجلس عليه. وقوله: "فجبذه" أي: جذبه وجرَّه إليه. وقوله: "مددتني" أي: مددت قميصي وجذبته إليك. قاله صاحب "عون المعبود".