للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الجيش الذي قائده أعظم قائد وهو رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وجيشه أعظم جيش، وأحق جيش بالنصر، ومع ذلك لما أعجبتهم كثرتهم لم ينصروا حتى تداركهم الله- عز

وجل- بعفوه وأنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين.

المثال الثالث: ما وقع لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام حينما قال: "لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله. فقيل له: قل: (إن شاء الله) فلم يقل: (إن شاء الله) لأنه عليه الصلاة والسلام عازم على هذا الفعل، فطاف على تسعين امرأة ولم يلد منهن إلا امرأة واحدة ولدت نصف إنسان.

قال نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لو قال: إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً لحاجته وقاتلوا في سبيل الله" (١) .

فالإنسان يجب عليه أن لا يعتمد في جميع أموره إلا على الله وحده، لهذا من اعتمد على قوته فقط فإنه سبب لخذلانه. فالواجب ألا نعلق رجاءنا بمخلوق، بل يجب ألا نعلق الرجاء إلا بالله وحده لا

شريك له، قال سبحانه: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢) . وما أهون الخلق على الله عز وجل إن هم عصوه.


(١) رواه البخاري/كتاب الأيمان/باب الاستثناء في الأيمان (٦٢٢٥) .
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>