للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانظر إلى هذه الآية الكريمة لما ذكر الله- عز وجل- ما امتاز به سليمان من الفهم، فنه ذكر أيضًا ميزة داود عليه السلام، فقال تعالى: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ) وذلك حتى يتعادل كل منهما، فذكر الله تعالى ما اشتركا فيه من الحكم والعلم، ثم ذكر ما امتاز به كل واحد منهما عن الآخر.

وهذا يدلنا على أهمية الفهم، وأن العلم ليس كل شيء.

المثال الثاني: إذا كان عندك وعاءان: أحدهما فيه ماء ساخن دافئ، والآخر فيه ماء بارد قارس، والفصل فصل الشتاء، فجاء رجل يريد الاغتسال من الجنابة؛ فقال بعض الناس: الأفضل أن تستخدم الماء البارد وذلك لأن الماء البارد فيه مشقة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات "، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إسباغ الوضوء على المكاره " (١) .

يعني إسباغ الوضوء في أيام البرد، فإذا أسبغت الوضوء بالماء البارد كان أفضل من أن تسبغ الوضوء بالماء الدافئ المناسب لطبيعة الجو.

فالرجل أفتى بأن استخدام الماء البارد أفضل واستدل بالحديث السابق.


(١) رواه مسلم/كتاب الطهارة/باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، برقم (٢٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>