للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة. فمن الكتاب: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} . وقوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل.

وأما السنة: فإنها متواترة على علو الله عز وجل والسنة دلت على علو الله عز وجل من قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله وإقراره. قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء» . فهذا قول منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدل على علو الله عز وجل «وخطب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمته يوم عرفة فقال لهم: "ألا هل بلغت"؟ قالوا: نعم. فرفع إصبعه إلى السماء يقول: "اللهم اشهد» . فهذا فعل منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدل على علو الله عز وجل وإقراره «حين سأل الجارية "أين الله" قالت: في السماء. قال: " أعتقها فإنها مؤمنة» . وأما الإجماع: فقد أجمع الصحابة والتابعون لهم بإحسان من أئمة هذه الأمة وعلمائها على أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، ولم ينقل عنهم حرف واحد أن الله ليس في السماء، أو أنه مختلط بالخلق أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل، ولا منفصل، ولا مباين، ولا محاذ، بل النصوص عنهم كلها متفقة على أن الله تعالى في العلو وفوق كل شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>