للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانًا» وفي رواية: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانًا» .

ويقول - عليه الصلاة والسلام -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» . «وقال - عليه الصلاة والسلام - لأبي أيوب رضي الله عنه: "ألا أدلك على تجارة؟ " قال: بلى يا رسول الله. قال: "تسعى في الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا،وتقارب بينهم إذا تباعدوا» (١) . وفي مقابلة أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المؤمنين بالتحاب والتآلف ومحبة الخير والتعاون على البر والتقوى وفعل الأسباب التي تقوي ذلك وتنميه في مقابلة ذلك نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن كل ما يوجب تفرق المسلمين وتباعدهم وذلك لما في التفرق والبغضاء من المفاسد العظيمة فالتفرق هو قرة عين شياطين الجن والإنس، لأن شياطين الإنس والجن لا يودون من أهل الإسلام أن يجتمعوا على شيء فهم يريدون أن يتفرقوا لأنهم يعلمون أن التفرق تفتت للقوة التي تحصل بالالتزام والاتجاه إلى الله عز وجل.

فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حث على التآلف والتحاب بقوله وفعله، ونهى عن التفرق والاختلاف الذي يؤدي إلى تفريق الكلمة وذهاب الريح.


(١) الهيثمي: في المجمع جـ ٨ ص ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>