النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» ، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر»(١) . ومن المعلوم أن الذي ورثه الأنبياء إنما هو علم الشريعة، ومع هذا فنحن لا ننكر أن يكون للعلوم الأخرى فائدة، ولكنها فائدة ذات حدين: إن أعانت على طاعة الله وعلى نصر دين الله وانتفع بها عباد الله كانت خيرًا ومصلحة، وقد ذكر بعض أهل العلم أن تعلم الصناعات فرض كفاية وهذا محل نظر ونزاع.
وعلى كل حال فالعلم الذي ورد الثناء فيه وعلى طالبيه هو فقه كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وما عدا ذلك فإن كان وسيلة إلى خير فهو خير، وإن كان وسيلة إلى شر فهو شر، وإن لم يكن وسيلة لهذا وهذا فهو ضياع وقت ولغو.
(١) أخرجه الإمام أحمد جـ٥ ص١٩٦، وأبو داود (٣٦٤١) والترمذي (٢٦٨١) وابن ماجه (٢٢٣) والدارمي (٣٣٨) والبغوي في " شرح السنة" جـ ١ ص ٢٧٥ برقم {١٢٩} ،وابن حبان في "صحيحه" برقم ٨٨، والهيثمي في "موارد الظمآن" جـ ١ص ١٧٧ برقم {٨٠} ، والبخاري في " صحيحه" جـ٨ ص ٣٣٧، قال الحافظ في "الفتح" جـ١ ص ١٦٠ "وله شواهد يتقوى بها".