فلان كذا وكذا من الذي أرسل إليكم أفلان، أم رسول الله محمد؟ إن قال فلان كفر وأعلن بكفره، وإن قال محمد نقول: ما قيمة الرسالة عندك وأنت تقدم هدي غيره على هديه؟ إذا كان رسولك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلتكن متبعا له متأدبا بين يديه.
أما النوع الثاني: من المخالفة لهدي الرسول - عليه الصلاة والسلام- فأن يشرع في دين الله ما ليس فيه، يفعل شيئا يتقرب به إلى الله، ولكن الرسول ما شرعه فهذا لم يحقق شهادة أن محمدا رسول الله لو حقق شهادة أن محمدا رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما ذهب يبتدع في دين الله ما ليس منه لأن ابتداع الإنسان في دين الله ما ليس منه يتضمن الاستدراك على الله ورسوله، فإن هذا استدراك على الله متضمن لتكذيب هذه الجملة العظيمة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} .
أين كان رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن هذا الأمر الذي تدين لله به وتتعبد لله به أين كان؟ أكان جاهلا به؟ إن قلت: نعم فقد رميته بالجهل، أكان مخالفا له؟ إن قلت: نعم فقد رميته بالمخالفة أكان كاتما له عن أمته؟ إن قلت: نعم فقد رميته بالكتمان، فإذا كان الأمر كذلك وكل اللوازم باطلة، فإنه يلزم من ذلك أن يقول: كل بدعة يتدين بها الإنسان إلى الله من عقيدة في القلب أو نطق باللسان أو عمل بالأركان فإنها عقيدة باطلة وصدق الرسول- عليه الصلاة والسلام- «كل بدعة ضلالة» . وهذه جملة مسورة بكلمة "كل" التي هي أدل ألفاظ العموم على العموم ليس فيها تخصيص، والله لو وقعت هذه في كتاب واحد من الذين يقلدون لكان كل